عطبرة
تقع مدينة عطبرة على دائرة العرض
14،
17
شمالا، وعلى خط الطول
59،
33
شرقا، وهي على ارتفاع
350
مترا عن مستوى سطح البحر. كما تقع المدينة عند التقاء نهر النيل برافده
العطبرة، وتمثل موقعا جغرافيا ممتازا قامت عليه المدينة إلى الشرق من نهر
النيل وإلى الشمال من العطبرة. وهي على بعد
13
كلم شمال مدينة الدامر، كما تبعد المدينة بنحو
310
كلم شمال الخرطوم العاصمة، وعلى مسافة
611
كلم شمال الخرطوم العاصمة، وعلى مسافة
611
كلم جنوب وادي حلفا، و474
كلم غرب بورت سودان. لذا تمتاز المدينة بقرب موقعها من المواني والعواصم
الإدارية.
وتمثل المدينة أيضا عقدة مواصلات جيدة، تربط إقليمها مع أجزاء القطر
المختلفة بالخطوط الحديدية والطرق. وقد أدى هذا الموقع الممتاز إلى
اختيارها رئاسة ومركزا للسكك الحديدية. وتتفرع من عطبرة الخطوط الحديدية
إلى بورت سودان عبر الصحراء الشرقية، وإلى وادي حلفا شمالا على طول الصحراء
النوبية، وإلى الخرطوم العاصمة جنوبا. ولذلك فهي مركز مواصلات رئيسي يربط
الموانئ الرئيسية بالعاصمة، كما أنها تصل أهم المراكز العمرانية في الإقليم
وتتوسطها. وتقع بربر في شمالها والدامر وشندي في جنوبها، وجميعها أكبر مدن
الإقليم.
تظهر الأرض شبه مستوية من موضع المدينة، ولكنها ترتفع قليلا في أجزائها
الشرقية والشمالية عن مناطقها الأخرى، وتتدرج في الانخفاض نحو نهر النيل
والعطبرة، حيث الخضرة وكثرة الأشجار، بينما يسيطر الجفاف على المناطق
الشمالية والشرقية التي تبعد عنها. وكان من نتائج انحدار الأرض على هذه
الصورة أن ظهرت المجاري المائية (الأخوار) بكثرة في هذه المنطقة، وقد أثرت
في تحديد طريقة العمران واتجاهاته إلى حد كبير. فهناك ستة مجاري مائية
رئيسية، ثلاثة منها في الاتجاه الشمالي الجنوبي، أي أنها تنحدر من الشمال
وتصب في نهر العطبرة. وتمتد المجاري الثلاثة الأخرى في الاتجاه الشرقي إلى
ناحية الغرب، وتصب في النيل الرئيسي. وثلاثتها توجد في منطقة قرى الداخلة
والسيالة في شمال غرب المدينة، وتقوم هذه المجاري بتصريف مياه الأمطار.
تمثل قرية الداخلة النواة الأولى في المدينة الحالية، والتي اختيرت لكي
تصبح موقعا حربيا استراتيجيا بعد سقوط الحاميات العسكرية في أبو حمد وبربر
في فترة إعادة الفتح عام
1898،
لأنها كانت موقعا دفاعيا هاما، تحيطها الأنهار من جهة الجنوب والغرب. وبدأت
تظهر أهمية القرية عند وصول الخط الحديدي من الشمال في منتصف عام
1898، وفي نهايته المؤقتة على فم نهر العطبرة.
وتعتبر فترة بعد عام
1950
هي مرحلة التطور الحقيقي في المدينة، وخاصة في انتشار الأحياء السكنية
الجديدة لأول مرة والبدء في إعادة تخطيط معظم الأحياء القديمة حتى تتمشى مع
التطور الحديث، إلى جانب التوسع في توفير المياه والإنارة لمعظم مناطقها.
ومن ضمن مشاريع إعادة التخطيط ترحيل منطقة الانادي إلى شرق المدينة وخططت
كمنطقة سكنية من الدرجة الثالثة، وفي نفس العام أعيد تخطيط قرية الداخلة
القديمة كمناطق سكنية من الدرجتين الثالثة والثانية إلى الشرق من القرية
القديمة.
وكان من نتائج زيادة عدد السكان في المدينة، والحاجة إلى مساكن جديدة، ظهور
منطقة المزاد في شرق المدينة عام
1960،
وخصصت للمواطنين من ذوي الدخل المحدود، وفي عام
1962
قامت منطقة درجة ثانية بين منطقة المزاد والقلعة للمواطنين الذين لم يسمح
لهم بدخول المزاد الأول.
وقد ترتب على تخطيط هذه المنطقة إزالة بعض المرافق التي كانت بالقرب منها:
وهي الأنادي، وأماكن الذبيح وسوق الحيوانات والفحم، والتي خصصت لها مناطق
في أقصى شرق المدينة.
ويظهر من توسع المدينة أن العمران يبدأ بالمباني السكنية الثابتة تجاورها
مباني من الأكواخ، وعند الحاجة إلى مناطق سكنية أخرى ترحل منطقة الأكواخ
إلى مكان آخر، وهكذا تكونت المدينة بصورتها الحالية.