سـنار
تقع مدينة سنار على ارتفاع
427
م عن مستوى سطح البحر. وتبعد المدينة جنوبا بنحو
280
كم عن العاصمة الخرطوم، وعلى بعد
107
كم عن ودمدنى عاصمة المديرية.
وتمتد المدينة على الضفة الغربية للنيل الأزرق في أراضي طينية زراعية جيدة،
وترتفع الأرض قليلا في الغرب والجنوب الغربي، مما أدى إلى وجود المجاري
المائية التي تعمل على تصريف مياه المدينة نحو
النيل، وهذه المجاري عملت على تشكيل طبيعة الأرض، وظهر تأثيرها على تحديد
اتجاه العمران في بعض أجزاء المدينة، وأهمها المجرى الرئيسي الذي يتوسط
المدينة من الجنوب متجها إلى الشمال في وسط المباني ثم يسير شمال السوق
الرئيسي ويصب في النيل، أما المجرى الآخر فيتجه من الغرب إلى النيل شرقا،
ويفصل بين السوق الرئيسي شمالا والمناطق السكنية جنوبا.
بدأ تطوير المدينة بعد الحرب الثانية بزيادة المنازل السكنية في المدينة
نسبة لارتفاع عدد السكان. ولم تشهد المدينة التطور الحديث إلا بعد
الخمسينات وذلك بامتداد العمران جنوبا. وأنشئت مباني خدمات التعليم والصحة.
وتم اختيار سنار مركزا لعدد من المصالح الحكومية. ثم توسعت المباني من
الدرجة الثانية في شمال غرب المدينة وهي خاصة بأصحاب المشاريع الزراعية
والأعمال التجارية الحرة. وتتوسع المدينة حاليا في اتجاه العزب التي خصصت
كمناطق سكنية وتعليمية وملاعب رياضية تمثل حدودها الغربية.
تعتبر مدينة سنار من أكثر المدن التي نمت في عدد سكانها بالمقارنة مع المدن
الأخرى. وهي تحتل أهمية كبيرة نظرا لموقعها، فهي تمثل موقعا مركزيا بالنسبة
لمناطق السودان المترامية الأطراف، في نفس الوقت الذي أصبحت فيه مركزا
لتلاقي السكك الحديدية المتفرعة إلى جميع الأجزاء، كما أنها ملتقى للطرق
البرية التي تصلها بمساحات كبيرة من القطر مما يجعلها تخدم معظم المناطق
أكثر من أي مدينة أو مركز عمراني آخر.
مدينة سنار غنية بالموارد الزراعية المختلفة، مثل المشاريع الخصوصية لإنتاج
القطن في شرقها وجنوبها، وأراضي إنتاج الحبوب المعتمدة على الزراعة المطرية
في غربها. والجنائن الخاصة بإنتاج الخضر والفاكهة في شمالها، والتي تشتهر
بها المنطقة التي تمد بعد المدن بمثل هذا الإنتاج، وهذا يجعلها بالتالي
مركزا لصيانة الآلات الزراعية، ويبيع الأدوات الميكانيكية اللازمة
للاستغلال الزراعي في هذه المناطق.
تتوفر في إقليم المدينة الثروات الحيوانية والغابية والطبيعية المتنوعة،
التي تساعد في بناء أسقف المنازل، وصناعة الأثاثات المنزلية وإنتاج مواد
الوقود مثل الفحم والأخشاب، ومواد البناء مثل الطوب الأحمر. وذلك لجودة
التربة الطينية ومواد الحريق اللازمة لصناعة الطوب الأحمر في هذا الإقليم.
كذلك فإن توفر الطاقة الكهربائية في هذه المنطقة يؤدي إلى قيام عدد من
الصناعات المرتبطة بها، مثل حلج ونسج الأقطان ومصانع للسماد ومواد البناء
والأخشاب، وصناعات لتعليب الخضر والفاكهة ومنتجات الألبان، ومما يساعد على
ذلك وجود نواة لمنطقة صناعية في المدينة.
وموقع المدينة الحالي بالقرب من آثار مدينة سنار القديمة يجعلها تعيد إلى
الوجود تاريخ هذه المنطقة الحافل بالبطولات الكبرى في موقع أكبر عاصمة
سودانية قوية، وصلت أوجها في نهاية القرن الثامن عشر، والتي امتد حكمها من
ساحل البحر الأحمر شرقا إلى كردفان غربا، ومن الشلال الثالث شمالا إلى
فازوغلي جنوبا، وكانت في مجموعها تمثل معظم السودان المعروف حتى تلك
الفترة.
تعتبر مدينة سنار من أكبر المراكز التجارية وأسواق التجميع، وينعكس ذلك في
ازدهار سوقها التجاري، كما أنها اختيرت كمركز للخدمات الصحية لجنوب مديرية
النيل الأزرق، ورئاسة لمصلحة الغابات التي تشرف على الإقليم الشرقي من
السودان، كما أنها مركز للخطوط الحديدية، ومقر للبنوك والشركات التجارية
ولمستودعات الوقود، هذا مع رئاستها الإدارية لإقليمها، كل هذا يؤكد أهميتها
كعاصمة إقليمية.
|