|
|
المالكية
يترك الزائر مدينة القامشلي متجهاً نحو الشرق، فإذا قطع ثلاثين كيلو متراً وجد نفسه يصعد في منطقة جبلية قليلة الارتفاع تتخللها هضاب وسهول ووهاد، وكثير من مجال المياه والسهول. فهو أبداً في صعود هيّن أو انحدار خفيف حتى يصل مدينة المالكية ثم يتركها بعد أن يمر من مركزها باتجاه الشمال. وتتعاقب المشاهد فيظل مأخوذاً بها حتى يبلغ عين ديوار في أقصى الشمال، هذه القرية الصغيرة التي شهدت الكسوف الكلي الأخير للشمس واستقطبت اهتماماً إعلاميا كبيراً إذ استضافت أشهر علماء الفلك في العالم. كما وتعتبر مركزاً سياحياً يقصدها خلق كثير في فصل الربيع.
الأولى
نسبة إلى الكنيسة القديمة (الدير)، إلا إنه يوجد شك حول هذه التسمية لأن
الكنيسة القديمة كانت في الأصل مسجداً قبل الاحتلال الفرنسي الذي حولها إلى
كنيسة.
المالكية كثيرة الأمطار والمعدل السنوي فيها يزيد كثيراً على 500 مم، لذلك فهي تعتبر من أغنى مناطق الجزيرة بالمياه الجوفية. كما تتميز بتربة بركانية عميقة كثيرة الخصب وتكثر فيها المروج الطبيعية التي تنمو في فصل الربيع بحيث تبلغ المتر في بعض الأماكن. ومما يذكر أن أكثر أراضي المنطقة طينية ولزجة غير قابلة للنفوذ. ولذلك تبقى الرطوبة في الطبقات السطحية فتصاب مزروعاتها الشتوية في السنين كثرة الأمطار بما يعرف بـ "الغرق" وسببه تشبع التربة بالرطوبة وبقاء الماء راكداً فوق سطحها، وما يحول دون نمو الجذور ونفاذ الهواء إليها مع شدة حاجتها إليه. كما إن بقاء الجذور وفروعها الدقيقة مغمورة بالماء مدة طويلة يعرضها للتعفن و الاهتراء، فيصاب النبات بالضعف والاصفرار ويقل محصوله نتيجة ذلك. ولهذا نجد أن مزروعات المالكية تجود في سنوات الجفاف والمحل وتجب في سنوات الرطوبة والخصب.
يسود نمط الحياة الريفية في المالكية ولا شك إن الرابطة الأسرية المتينة هي
السائدة وحدها تقريباً ولا وجود للنزعات الفردية. إن الرجل في هذه المنطقة
لا يعيش من أجل نفسه، فهو يركز جميع قواه العاطفية والفكرية على عائلته
الخاصة كما يميز سكان المالكية بفئاتهم المختلفة من أكراد وسريان وأشور
وكلدان وبإفراطهم في الكرم إذ يحتل الضيف المكانة الأولى في المنزل. كما
وينتشر الزواج المبكر في المنطقة ويغلب الطابع الحديث على طقوس الزواج في
المدينة. أما في الريف فيسود الطابع التقليدي الذي يختلف من فئة على أخرى.
تبدأ المراحل الأولى باتفاق العروسين ثم الخطبة. وبعدها عقد الزواج والزفاف
الذي تقام فيه الرقصات والدبكات والأغاني والأهازيج ابتهاجاً واحتفالاً
بالعروسين.
|
|
Send E-mail to
TSN@The-Saudi.Net with questions or
comments about The Saudi Network. We are Looking for Business Sponsorship or Marketing Partnership |