|
|
المدينة المنورة
هي مدنية النبي مُحَمّد،على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وكانت تسمى قبل الهجرة بيثرب، ترتفع عن سطح البحر نحو 619 متراً، ودرجة حرارتها في الصيف تصعد إلى 38 درجة وتنزل في الشتاء إلى عشر درجات فوق الصفر نهاراً. ذهب بعضهم أن كلمة يثرب محرفة عن الكلمة المصرية (إتربيس) بناها العمالقة بعد خروجهم من مصر، وذهب غيرهم إلى أن موسى في طريقه إلى فلسطين، أرسل فرقة من قومه لتكتشف له تلك الجهة، فساروا إليها، وبلغهم موته فبنوا مدينة إتربيس وأقاموا فيها. وعليه فعمران المدينة يبتدىء من سنة ألف وستمائة قبل المسيح أو ألفين ومائتينٍ واثنتينٍ وعشرين قبل الهجرة.
المدينة مبنية في وسط واد شاسع يمتد إلى الجنوب، وأغلب مبانيها من الحجر
المجلوب إليها من المحاجر القريبة منها. وشكل الأبنية فيها شبيه لأبنية
مكة، لو لا أن منازلها أصغر، وشوارعها أضيق، وخصوصاً ما كان من حول الحرم
الشريف.
وعلى كل حال فحارات المدينة نظيفة وضيقها يساعد كثيراً على تلطيف الحرارة
فيها زمن الصيف، كما هو الشأن في أغلب بلاد الشرق. وكان سوق المدينة يبتدىء
من الباب المصري إلى الحرم الشريف في شارع ضيق طوله
500
متر تقريبا يقطعه على المارة تقابل جملين فيه مع بعضهما والحركة فيه تكاد
تنحصر في مدة الحج والموسم الرجبي وهو موسم الزيارة الرسمية في بلاد العرب.
وتجارة المدينة مدارها على وارداتها الخارجية، لا سيما واردات جاوة والهند
والشام، وعلى الخصوص في الأقمشة القطنية والصوفية والحريرية والسبح والليف
الأبيض والحناء والبسط والسجاجيد والحنابل(الأكلمة) العجمية والهندية
والمغربية والتركية، وأثمانها أغلى منها في مكة بل وفي مصر، وإنما ابتياع
الحجاج لها على سبيل البركة وسهولة الصرف في هذه الجهات وتجارة البلح فيها
هي أكبر التجارات وأوسعها لأن ضواحيها فيها كثير من البساتين وفيها نخيل
كثيرة تنتج نحو سبعين صنفاً من التمر وأحسنها البلح العنبري، ثم الجلبي، ثم
السكري وهو أكثرها حلاوة، ثم بلح السبح، ويكثر نخله في جهة الخيف بين
المدينة والحمراء.
في المدينة وضواحيها مزارات كثيرة أشهرها مسجد قباء، ومسجد سيدنا حمزة،
والبقيع. أما مسجد قباء فيبعد عن المدينة بمسافة خمسة كيلو مترات، وهو أول
مسجد بني في الإسلام، بناه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنوب الغربي
للمدنية عند دخوله إليها في هجرته، وقد جدد بناءه السلطان عبد الحميد
الأول، وبوسط صحنه قبة أقيمت على مبرك ناقته صلى الله عليه وسلم حين قدومه
إليها في هجرته من مكة. وأما مسجد سيدنا حمزة فإنه يوجد في شمال المدينة في
وادي أحد. وهذا الوادي مشهور بالواقعة التي حصلت بين المسلمين والمشركين في
15
شوال سنة
2
للهجرة، وأبلى فيها المسلمون بلاءً حسناً، واستشهد فيها سيدنا حمزة عم
النبي صلى الله عليه وسلم وكسرت فيها رباعية النبي اليمنى وشج وجهه وكلمت
شفته السفلى، ودخلت حلقتان من مغفره في وجنته. وقد ورد عن عائشة رضي الله
عنها أن أبا عبيدة بن الجراح نزع إحدى الحلقتين من وجه رسول الله صلى الله
عليه وسلم فسقطت ثنيته، ثم نزع الأخرى فسقت ثنيته الثانية، فكان ساقط
الثنيتين. ودفن حمزة في مصرعه شرق مسجده الحالي الذي نقلت جثته إليه فيما
بعد لما عبث السيل بقبره الأول. ومن حوله قبور الشهداء الذين قتلوا في هذه
الواقعة وعددهم نيف وسبعون. وفي نهاية الوادي إلى الشمال جبل أحد وهو جبل
صخري من الفرانيت، وهو وإن كان من السلسلة الجبلية التي تخترق بلاد العرب
إلا أنه يكاد يكون منفصلاً عنها وطوله من الشرق إلى الغرب نحو ستة
كيلومترات. والبقيع له عند المسلمين مكانة عظيمة ويقال له بقيع الغرقد،
لأنه كان يكثر فيه هذا النوع من الشجر، وبه دفن نحو عشرة آلاف من الصحابة
الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، وكثير من آل بيت النبوة صلوات الله عليهم.
منهم سيدنا علي زين العابدين بن سيدنا الحسين وولده محمد الباقر وولده جعفر
الصادق.
|
|
Send E-mail to
TSN@The-Saudi.Net with questions or
comments about The Saudi Network. We are Looking for Business Sponsorship or Marketing Partnership |