جازان
تعتبر منطقة جازان جزء من منطقة تهامة التي تمتد على الشريط الساحلي للبحر
الأحمر من خليج العقبة شمالا إلى مضيق باب المندب جنوبا، وهذا الشريط
الساحلي ينقسم إلى ثلاث مناطق جغرافية ففي الشمال يطلق عليها تهامة الحجاز
وفي الوسط تهامة عسير أو تهامة المخلاف السليماني وفي الجنوب تهامة اليمن.
ومنطقة تهامة كانت تعتبر معبرا للقوافل التي تسير من حضرموت واليمن محاذية
لساحل البحر الأحمر عبر سهل تهامة متجهة للحجاز ثم بلاد الشام وهي محملة
بالبضائع والسلع المختلفة، ويحبذ أصحاب القوافل التجارية هذا الطريق أكثر
من غيره لأسباب تعود إلى طبيعة وسهولة أراضي تهامة التي تتميز بالانبساط
مما يسهل حركة السير للقوافل، إضافة إلى عامل آخر اكثر أهمية، وهو عامل
أمني، حيث توجد القبائل التي تتوزع على أراضي تهامة وتقوم بحماية وتأمين
القوافل التجارية خلال مرورها في رحلتها التجارية. ومنطقة جازان الحالية هي
ذلك الجزء الذي يشغل ما يسمى بالمخلاف السليماني والذي كان يمتد من الشرجة
جنوبا إلى حلي بن يعقوب شمالا.
تتوزع قبائل المنطقة حسب التوزيع الجغرافي للأودية والأراضي الزراعية
ابتداء من وادي بن عبد الله إلى ما بعد وادي عتود، وقد تعاقب على حكم
المخلاف أمراء وحكام حتى دخلت المنطقة تحت الحكم السعودي عام
1345هـ
حسب معاهدة مكة المكرمة ومنذ ذلك الوقت والمنطقة تعيش تحت معطيات التنمية
وتنعم بالاستقرار والأمن والنمو في المجالات الاقتصادية والاجتماعية .
لم تكن الحياة العامة في المخلاف السليماني خلال النصف الأول من القرن
الرابع عشر الهجري بمعزل عما يجري في بقية أنحاء الجزيرة العربية من تشرذم
وتمزق وضعف واختلالات أمنية قاتلة.
لقد عاشت مدن وقرى منطقة جازان في النصف الأول من ذلك القرن فترة سياسية
قلقة ساد نصفها الأول صراعات قبلية أتت نتيجة ضعف الخلافة العثمانية اسما
على البلدان الإسلامية بعد أن أصبحت إرثا متهالكا يتوزع بلدانه المستعمرون
ممن أطلقوا على ما تضمه ولايتها مسمى (تركة الرجل المريض) وكان ذلك الوضع
المتهالك أثره على الفكر والأدب بل وعلى سائر مناحي الحياة مما سهل مهمة
نجاح الثورة الإدريسية في الربع الثاني من القرن الرابع عشر الهجري حيث قام
محمد بن علي الإدريسي بحركة سياسية بدأها بالصلح بين القبائل المتناحرة
وعقد المعاهدات السلمية بينهم في وقت كانوا فيه بأشد الحاجة لمن يحقن
دماءهم المنسوبة ويعيد أمنهم الخائف الوجل.
نعمت المنطقة بنهضة تنموية شاملة وعمه خير العهد السعودي الزاهر عهد الخير
والبناء ، منذ عهد الملك المؤسس الباني طيب الثرى عبد العزيز بن عبد الرحمن
الـ سعود مرورا بأبنائه سعود وفيصل وخالد وصولا إلى خادم الحرمين الشريفين
الملك فهد بن عبد العزيز وولي عبد الله بن عبد العزيز. وقد تولى صاحب السمو
الملكي الأمير / محمد بن ناصر بن عبد العزيز آل سعود بتاريخ
7-2-1422هـ
أمارة منطقة جازان .
|