بيسان
مدينة عربية كنعانية من المدن الفلسطينية القديمة. ترجع نشأتها إلى
6000
سنة ق.م. وعرفت قديما باسم بيت شان وتعني بيت الاله شان أو بيت السكون.
نشأت فوق أقدام الحافة الغربية للغور، وفي سهل بيسان والذي يعتبر حلقة وصل
بين وادي الأردن شرقا وسهل مرج ابن عامر غربا. وتشرف على الأجزاء الشمالية
من وادي الأردن، وتقع على الطريق الذي يصلها بشرق الأردن وحوران ودمشق
والطريق التجاري بين مصر والشام. كل ذلك جعل منها ذات أهمية تجارية وعسكرية
وزراعية. وهي تنخفض عن سطح البحر حوالي
150
م. وقد شهدت بيسان مراحل الغزو المتعاقبة على فلسطين منذ فجر التاريخ لدول
ومماليك عديدة كان آخرها الاحتلال البريطاني بتاريخ
20-9-1918
والذي رحل عنها بعد أن سلم المدينة للمنظمات الصهيونية المسلحة.
ومدينة بيسان هي مركز قضاء بيسان والذي يقع بين قضاء طبرية والناصرة شمالا،
وقضاء نابلس جنوبا ونهر الأردن شرقا، وقضاء جنين غربا. وهي مدينة زراعية
حيث تقع في قلب سهل خصب وافر المياه، وأهم محاصيلها الحبوب والبقوليات،
والسمسم والزيتون والحمضيات والخضروات. أما في مجال الصناعة فقد اقتصرت على
الصناعات التقليدية مثل منتجات الألبان، طحن الحبوب، عصر الزيتون وتجفيف
الفواكه.
وفي مدينة بيسان مواقع أثرية هامة تدل على مكانتها وعظمتها عبر التاريخ
منها تل الجسر، تل المصطبة، الحصن، موقع بيسان القديم البيزنطي. وكشفت
التنقيبات عن
4
معابد كنعانية معاصرة لحكم أمينوفس الثالث وسيتي الأول ورعميس الثاني
والثالث، وعلى كنيسة بيزنطية وختم بابلي أسطواني عليه كتابات مسمارية
وتوابيت ومدافن وجسور من كل العصور وعثر على آثار مصرية فرعونية.
شاركت بيسان شقيقاتها المدن الفلسطينية كل وقائع المظاهرات والثورات
والمؤتمرات ضد الاحتلال البريطاني والصهيوني منذ عشرينات هذا القرن. احتلت
المدينة من قبل المنظمات الصهيونية المسلحة بتاريخ
12-5-1948
بعد مقاومة عنيفة من أهالي بيسان، لكن الغلبة العسكرية كانت للصهاينة
وأجبرت المنظمات الصهيونية أهالي مدينة بيسان على الرحيل بالقوة حيث ألقي
بهم على الحدود السورية واللبنانية وهدد من يعود بالذبح، ثم هدمت إسرائيل
المدينة وأعادت بناؤها عام
1949
تحت اسم بيت شان وأحاطتها بالعديد من المستعمرات.